Tuesday, January 13, 2015

14-نادية

  •  
  • تركت ورائها  نادية تئن من الغضب .. لم تكن تدر لما قالت لها ذلك كانت تستشعر أن ندى ملكا لها .. فى تلك الحياة الباردة الخالية من رجل ربما كانت ندى الأقرب إلى قلبها كانت تتصور  أنها تتملكها .. كثيرا من الشجار قام بينهم  من قبل لغيرتها الشديدة ولكن كانت تلك الغيرة من بنات جنسها أما الآن يأتي رجل ويأخذ ندى منها ..حينما رنت تلك الكلمة فى رأسها يأخذ ندى منها ... . وانتبهت على صوت والدتها وهى تقول : أيه اللى حصل يا بنتى
  •  
  • - أردفت قائلة أبدا يا ماما ندى تعبانه نفسيا شوية .... وحيدة ومسكينة .. لم تكن تدرى فى عقلها أتقول ذلك على ندى أم تقوله على نفسها ...سيبنى شوية أنام يا ماما ...
  •  
  • = ربنا يخليكم لبعض يا بنتى ......قالت ذلك وأغلقت باب الغرفة وتركتها فى ذروة غضبها المكتوم تحاول جاهدة أن تنام ولكنها عبثا فشلت فى ذلك وبدا شريط من الذكريات يمر عن علاقتها بندى منذ أن كانت فى المدرسة الثانوية وحتى الآن .. مشوار طويل من الحياة كانوا معا ربما مختلفين لكن كانت ندى تمثل معنى كبير  كصديقة..
  • فكرت هل هى المرة الأولى التى تحاول ان تِرى ندى أنها الأفضل ففى كل المرات السابقة كانت هى التى تستمع إلى النصيحة .. هل حاولت تمثيل دور الأعقل ... جرى شريط الذكريات سريعا كيف أن ندى كانت تبدو اكبر سنا وأعقل فى تصرفاتها حتى فى سنوات مراهقتها الأولى ربما كانت الأكثر ثقافة او الأكثر حكمة .. هل حسدا فى نفسها ما قالته اليوم .. او محاولة لكسب نصر زائف فى علاقة الصداقة بينهم ؟ .. لو نظرت للأمور هكذا لكانت ندى هى الأكثر إحرازا للأهداف فى حياتهم .. حتى فى هفوات المراهقة وأيام المدرسة وسبقها لندى بسنوات دراسية فقد جمعت بينهم الأنشطة داخل أحدى مدارس الإرساليات الأجنبية بمصر الجديدة ..وكانت ندى الأكثر تحفظا حتى فى هفوات المراهقة وكم أسدت لها النصيحة عدة مرات .. تذكرت مدحت حبيب مراهقتها الأولى ومقولة ندى حينما أسرت لها بسر حياتها فى ذلك الوقت قالت : " لسه بدرى على الحب والحاجات دى كلها " وأوصتها بالابتعاد عن الشبان فى تلك الفترة لأنهم يريدون شئ واحد فقط ... وقد أخذت وقتا طويلا حتى اكتشفت أن مدحت يعبث بها .....لم يكن شريط الذكريات يحمل هذا فقط ..... حتى حينما بدأ جسدها يحرك أفكارها نحو سماع مغامرات وقصص زميلاتها وعبث المراهقة من مشاهدة أفلام أو مجلات خليعة كانت ندى الأكثر تحفظا فى ذلك ..تفوقها فى النشاط المدرسى ..لعبها البيانو فى اغلب حفلات المدرسة ربما لم تكن متفوقة دراسية أو كانت عادية لكنها كانت أكثر نشاطا وعقلا ...... حتى حينما ترملت ، إخلاصها العجيب لقصة حب إصرارها أن تقدم نفسها على كسيدة رغم أنها لم تتزوج فعليا وكانت المسألة مجرد زواج على الورق... لم تستلم لتشوهات ذهنية لفقد رجل او مرور عمر .... كان طوفان الذكريات يمر سريعا يتوقف بها عند محطات المراهقة حتى أيام قليله حينما كانت ترفض حتى ان تتطلع على نكتة خارجة على الموبايل ..الأيام الأولى بعد طلاقها وفشل زواجها ونظرة المجتمع لها كمطلقة وكيف أنها وجدت الدعم من ندى ....ربما كان وقوف ندى بجانبها رحمها من مزالق كثيرة وجدت أصدقاء كثيرين وقعوا فيها سواء فى القيام بعلاقات رجالية أو علاقات مثلية!!! ... ربما كان لندى أكثر الأثر فى أنها وقفت بجانبها بظروف مشابهة وشخصية اقوي ، ربما كانت تبدو اكبر سنا وتحاول أن تكون هى القائدة فى علاقتها .. لكنها كم مرة اكتشفت أنها ضعيفة .. حتى حينما حاولت أن تأخذ مسارا أكثر تشددا دينيا .. تعويضا عما تشعر به من فراغ حياتى ... وبالفعل كان لارتباطها بإحدى الجماعات الصوفية أثر بالغ ... تذكرت بساطة ندى حينما قالت لها إحنا مسلمين وبس ده اللى اعرفه طرق صوفيه جماعات إسلامية كل ده تفرقه والآية واضحة " اعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " سمعت الآية كأنها لم تقرأها من قبل  ولكنها استمرت فى علاقتها بالمجموعة الصوفية حتى كان ما كان واكتشفت بنفسها لماذا يعطى
  •  الشيخ الصوفى الكبير اهتماما مضاعفا للنساء عن الرجال .. كانت تصدق كل ما يقوله ذلك الشيخ ولكنها أفاقت على رغباته الدفينة وجلساته الخاصة ونجت فى اللحظات الأخيرة من العبث بها كمتاع للشيخ الكبير ......أشياء كثيرة مرت وفى النهاية استسلمت للنوم عازمة ان تذهب إليها حين تستيقظ للاعتذار

1 comment:

Anonymous said...

😨😨😨