Monday, January 5, 2015

10-العودة.

  •    حينما ودعت ابنة أخيها .. ظلت عيناها معلقة بالتليفون على أمل أن يتصل ... وفكر هو حينما نزل إلى السيارة أن   يفعل ذلك .. احضر الرقم .... لكن خانته يده .. لن يجرى وراء أحد .. سوف يعود إلى حياته ..لماذا لا تتصل هى ؟..هى من أغلقت الخط دون أن تستمع إليه .. لقد كانت مجرد نزوة ... غاص فى عمله .... وخرجت هى للتسوق مع أختها ...
-       وكسرت سهام حاجز صمتها : موش نكلم نادية تيجى معنا ...
= لا ما فيش داعى ...
-       ليه بس كده ..ده أنتى بتخرجى معها أكثر منى ..
= يعنى تجديد ...
-       انتى موش طبيعية يا ندى .. فى حاجة  .. أنتى ليه قدمتي اجازة من المدرسة الترم ده ..  
=  أبداً متضايقة شوية ...
-       من أيه ؟ ويا ترى فى حاجة حصلت بينك وبين نادية ... ؟
= أبدا .. يعنى بس زهقانة ..
-       يا ستى غيرى شوية .. متخليش حياتك ضيقة ...
= إن شاء الله ...
  • وأنقطع حبل الكلام بينهما .. إلى أن دارت حوارات الشراء العادية ... وعادت إلى المنزل منهكة ... وهى تفكر فى ما فعلته نادية .. أنها لن تكون واصية عليها .. عليها أن تخرج خارج إطار وصايتها ... نعم إنهم أصدقاء .. لكن هذا لا يسمح لنادية أن تفرض نظام حياة عليها ... لقد خسرت طارق إلى الأبد ... ماذا لو حدثته فى التليفون لتعتذر له .. لا لن تفعل  .. يجب أن تنتظره.. هو لم يحاول كثيرا الاتصال بها ...... لكنها .. عشرات الأسئلة ظللت تتردد فى داخلها ....
  • وحينما عاد هو من عمله ... فكر فى أن يحدثها .. لكنه تراجع .. فكر فى أن يخلد للنوم بحث عن أى صديق ليخرج معه حتى يهرب من التفكير فيها ..لم يجد أحد ليخرج معه .. كلهم أرادوا الخروج ليلا .. ومرت عليه الدقائق بطيئة .. أنه لن يتنازل حينما يحاول الاتصال بها مرة واحدة ... طلبها ...
  • وحينما رأت الرقم .. لم تتمالك نفسها من الفرحة .. ولم تنتظر أن تتطلبه .. فتحت الخط ..

      بدأ هو : لسه زعلانة ...
= أبدا
-       لكن ...
= خلاص أنا آسفة .. كنت خارج "المود" امبارح...
-       تانى أزمة هوية ....
= ضاحكة .. أنت لسه فيلسوف ..
-       يعنى ممكن أكون فيلسوف ومفلس لأن كارت التليفون ح يخلص .. ممكن أكلمك على التليفون العادي .
=  أطلبك أنا ..
-       لسه ما فيش ثقة ...
= موش مساءلة ثقة .. دى مساءلة مبدأ ...
-       موافق ..
= سلام .....
     طلبت رقم منزله ..
= أنا آسفة ..
-       قاطعها ليس بيننا أسف أو شكر .. نسيتى قواعدنا الذهبية ...
= موش ملاحظ أننا نفتكر بعض القواعد ونكسر أخرى ...
-       يعنى النظريات تتغير ...
= تانى نظريات ..
-       لا ما فيش داعى .. ممكن أعرف ايه كان مغيرك ..
= أبدا حوار مع صحبتى ... نادية
-       واضح أنها سوف تكون غريمتى ..
= لا دى ممكن تكون اكتر من كده شوية .. دى ممكن تخلص عليك ... نادية بتحبنى جدا لدرجة الغيرة القاتلة ...
-       دى أنانية موش حب ...
= لا أنا واثقة أنها حب .. وحب كبير كمان ...
-       على العموم أنانية أو حب ..  ممكن أطمع  أن ما حدث لا يتكرر مرة ثانية .. ونحطها قاعدة من قواعدنا الذهبية ..
= يا ترى لتطبيق هذه القاعدة .. أم لكسرها ..
وعلا صوت ضحكهما معاً ...كانت ضحكات من القلب .. لم يشعر بها أحدهما منذ فترة طويلة ...
لحظات صمت غلفت الحوار بعد تلك الضحكات .... لم يعرف إذا كانت تفكر فيما يفكر فيه أم لا ..
-       مدام ندى ...
= نعم يا أستاذ طارق ...
-       كنت بفكر ..
= فى نظرية جديدة ..
-       لا فى خطوة أوسع ...
= لفين ...
-       أنا بكرة أجازه ...
= يا سلام على الخطاوى ..... بابا كان دايما بيصحينا الصبح يوم الأجازة ويقول بيت شعر لما نكسل " إن البطالة والكسل أحلى مذاقا من عسل " ..
-       ايوه صح ..
= فين الخطوة ..
-       يعنى بفكر أطلب من حضرتك طلب ..
= ممكن أقولك حاجة ... فى مثل ظريف بيقول "أن خفت ما تقولشى وإن قلت ما تخفشى " ..حضرتك قول وتحمل نتيجة كلامك ...
-       موش ملاحظة أنك بدأتى تدينى حصص ودروس .. انتى فكرانى عندك فى الفصل ...
= طبعا يا أبنى أكبر منك بيوم يعرف عنك بسنة ..وبعدين أنا الأبلة هنا لازم تقولى يا "ميس"....
-       تانى .. ومعادلتنا .... وبعدين أيه "ميس" دى حنفضل فى أزمة الهوية كتير ...
= خلاص لو معادلات ... أصدقك .. بس قول يا سيدى علشان "الميس" أو الأبلة من غير أزمة الهوية ما لا تحب الطلبة الجبناء ...
-       مدام ندى ....
     لحظات صمت ...
= خير ... يارب نتكلم ...........
-       مدام ندى .... ممكن أشوفك بكرة ...
لم تكن لحظات صمت عادية هذه المرة .. فقد كانت خطوة واسعة .. لم تفكر فيها ... ربما كانت سعيدة  ..  لكنها لم تستطع أن تتكلم ...
-       مدام ندى ...
= ايوة ...
-       مجوبتيش على سؤالى ..
= موش عارفة .. لحد فين  بتنسى قواعدنا ..
-       موش قلنا إن النظريات تتطور ....وبعدين أنتى قلتى إنتى لا تحبى الرياضيات ... إذا سيبلي أنا القواعد والنظريات ...
= موش ح تتغير أبدا ... ( بما أن ) .. ( إذا )...موش كده ...
-       لا تهربى من سؤالى ...
= دى خطوة واسعة أوى ...
-       موش أوسع من خطوة أرمسترونج على القمر ...
= يعنى خلصنا من الرياضة ندخل  على حصة فيزياء ..
-       موش أحسن من حصص الإنجليزى ...
= عايز توصل لفين ..
-       موش عارف .. أنا عاوز أشوفك .......
= بكرة أنا رايحة  أقبض المعاش .. تعرف إن والدة هاشم أصرت أنى أقبض المعاش .. وأنها لا تشاركنى  هى ووالده فيه..
-       معقولة ست عظيمة ...
= أنا لسه بزورهم لحد دلوقتى رغم مرور السنين ...
-       انتى أستاذة هروب كبير ... موافقة أشوفك .... ؟
= موش عارفة .. ممكن أفكر ...
-       ما فيش داعى للتفكير ... تقبضى المعاش من فين ... ؟
= بنك فى مصر الجديدة ...
-       خلاص نتقابل هناك .. المكان فين بالضبط ... ؟
= بس ...
-   ما فيش بس .. ح نتقابل الساعة 10 كويس..  المسألة لن تأخذ أكثر من نصف ساعة ، قوللى على المكان علشان أروح أدرسه كويس ..
= تدرسه ... هو أنت سفاح مدينة نصر ولا أيه ...
-       يا ستى أنتى بتصدقى الكلام ده ..
= أيوه ده حقيقة ... أنا جالى على النت ...
-   قاطعها .. مدام ندى أنا موش هوه ... بس لازم أشوفك بكره .. أنا دايما بحب أروح مواعيدى بدرى دى كل الحكاية ، وما فيش داعى للحجج ...
= أستاذ طارق ... .
-       ما فيش رفض ...بكرة قدام البنك ...
= .. بس هما نص ساعة بس ... أوك
-       أول مرة أحب أزمة الهوية ....
وضحكا معا ....وأعطته تفاصيل المكان ...
    وحينما أنهوا المكالمة  بعد وقت طويل ... كان كل منهم يسبح فى عالم آخر....

1 comment:

Anonymous said...

⁦👩‍❤️‍💋‍👩⁩⁦👩‍❤️‍💋‍👩⁩⁦👩‍❤️‍💋‍👩⁩